2011-07-02

مخالفات السير وسياسة جمع الاموال

بقلم – ابراهيم مزهر
أفترض أن القوانين واللوائح الناظمه لسلوك البشر في معظم دول العالم مغزاها تربوي أولا قبل أن يكون انتقامي أو عقابي للخارج عليها ، ولابد للقائمين على انفاذ هذه القوانين من زرع هذا المبدأ في نفوس عناصرهم لينعكس على سلوكهم أثناء قيامهم بمهامهم .
وضمن هذا الاطار سارت العديد من الدول التي أصبحت متقدمه فيما بعد حيث صنعت في البداية انسانا متقدما يعرف حقوقه وواجباته وبات يعرف أن من أهم واجباته أن ينفذ القانون دون حسيب أو رقيب وبوحي من ضميره حتى لو عاش في جزيرة معزولة لوحده . أورد هذه المقدمه وفي مخيلتي العديد من الانتقادات على سياسة تطبيق القوانين في بلادنا التي أصبحت تأخذ اتجاها ظالما بحق الاغلبية الساحقه من المواطنين حيث العبارة السائده بينهم أن (القانون لايطبق الا على الضعيف) أما (المسنود) فله أن يفعل مايشاء حتى لو كسر القوانين فهو معفى من عقوبتها  ، وأظن اننا عشنا ردحا ليس قليلا من الزمن عانينا فيه من حالة الفلتان القانوني الذي كاد أن يحول بلدنا الى غابة فأصبح المطلب الرئيسي هو سن القوانين وتطبيقها بشكل خلاق ينصف المظلوم ويقتص من الظالم لكن نشاط القضاء الذي برز في السنوات الاخيره ساهم في حل الالاف من القضايا التي كانت مجمده وتسببت في العديد من الامراض والمشاكل الاجتماعيه . ولعل من أهم القضايا التي تشغل بال الناس حاليا مخالفات السير التي تنشط الشرطه في تحريرها بحق السائقين ، وعطفا على ماقلته في بداية المقال بأن المغزى من تطبيق القانون هو تربوي بالدرجة الاولى فان مانراه في بعض المناطق وخاصة في مدينة بيت لحم بأن تناول هذه المسأله من قبل الشرطه يتم بشكل مزاجي ولايخلو الامر من بعض المحسوبيه أو الجهويه والا ماذا يعني أن تقوم الشرطه بحملة تحرير مخالفات في يوم الاحد ؟ وهو يوم عطله في مدينة بيت لحم يكون مركز المدينه شبه خال من السيارات بينما تستثني الايام الاخرى التي يكون فيها مكتظا وترتكب فيه المخالفات الكبيره والخطيره مثل وقوف السيارات على أرصفة المشاه ؟ وماذا يعني أن تقلص الشرطه من مراقبة بعض الشوارع في فترة الدوام وتزداد نشاطا بعد أن يكون الدوام قد انتهى وأزمة السير والوقوف قد خفت حدتها ؟ وماذا يعني أن تقف سيارتان الاولى متواضعه وثمنها رخيص والأخرى فارهه وثمنها غال  في مكان ممنوع فيأتي الشرطي ليحرر للاولى مخالفه ويترك الاخرى في حالها ؟ وماذا يعني أن يوقف مواطن سيارته نصفها على الخط الاسود والنصف الاخر على الاحمر فتحرر له مخالفه الوقوف الممنوع  ليحتج قائلا أنه يستحق نصف مخالفة فقط ... وبهذا المنطق أقول نعم فهو لايستحق الا نصف مخالفه  في حال تمسكنا بحرفية القانون كما هو الشرطي الذي يقوم بانفاذ القانون حرفيا دون تساهل أو مراعاة لظروف المواطن الذي انكسر متنه من شدة الضربات الاقتصاديه التي تهوي عليه كل لحظة هذه الايام .
من هنا نقول لقيادة الشرطه أن مسألة تحرير مخالفات السير ليست لجمع الاموال للخزينه ولا هي لزيادة الاحمال فوق ظهر المواطن الذي أصبح يتأرجح تحت الظروف الاقتصاديه السيئه بل هي بالأصل للتسهيل على جموع المواطنين الذين أصبحوا يعانون من الاكتظاظ في كل شيء فمدننا وقرانا لم تصمم لاستيعاب العدد الكبير من السيارات وشوارعنا تضيق بها الى الحد الذي أصبح متعذرا على المواطن المضطر لاستخدام السياره أن يجد موقفا لها مما يوجب على البلديات ولجان السير ابتكار طرق خلاقه للتسهيل على المواطن من ايجاد مواقف للسيارات واعادة النظر في تنظيم بعض الشوارع .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق