2011-12-05

الصوره التي كادت أن تتسبب باعتقالي


الزائر لمدينة الخليل يشاهد وضعا لايتكرر في أي بقعة من هذا العالم حتى في جنوب افريقيا أيام الحكم العنصري فالمدينة مقسمة كخارطة الفسيفساء وتشكو الفقر بعد أن كانت تعتبر من أهم مدن الضفة الغربيه اقتصاديا ولا تخلو من الكابة التي تخيم على شوارعها وأزقتها العتيقه لدرجة استوحاش السائر فيها من قلة البشر الا من هؤلاء الجنود الذين يقومون على حراسة نفر من المستوطنين شغلهم الشاغل هو التنغيص على سكانها الاصليين والسعي الحثيث لاتمام تهويد المدينه .

حملتني قدماي لمرافقة احد الاصدقاء وبرفقته ضيوفا من فرنسا لزيارة المدينه واعترف انه رغم زياراتي العديده للمدينه فاللمرة الاولى أشعر بحجم العنصرية التي تخيم عليها وعلى سكانها الذين يعانون الويلات من سلوك المستوطنين وجيشهم الذي عادة مايغطيهم خلال ممارستهم عنصريتهم الساديه التي لايمكن أن تتفق وسلوك البشر فشوارع المدينة القديمه وأزقتها المفتوحه اضطر الاهالي لتغطيتها بشبك حديدي لاتقاء الحجاره والقمامه التي تلقى عليهم من الطوابق العليا التي احتلها المستوطنون والحارات مقسمة باسلاك شائكه وابراج حراسة تعج بالجنود والسلاح وقد تسأل وانت تسير في أزقتها من قبلهم أكثر من مره (ماهو دينك ) ليسمح لك بالمرور هنا أو هناك . وفي زيارتنا تلك اقتربنا من شارع الشهداء وهممنا بالدخول فيه فاعترضنا حاجز عسكري وقبل أن يسألنا عن بطاقات هوياتنا سألنا (هل انتم مسلمون؟) فاجاب افراد المجموعة بالنفي اما انا فاجبته بأني مسلم فقال لي ( ارجع انت ممنوع تدخل) فسألته كيف سيسمح لرفاقي ان يدخلوا بدوني (لكنه رد قائلا ارجع وكفى) حينها شعرت بالغضب الشديد ولم املك أي ردة فعل سوى ان أستل الة التصوير والتقط صورة له ولحاجزه العنصري فانتفض وزمجر وطلب مني الة التصوير وفي نفس الوقت اتصل بمسؤوله مبلغا اياه باحتجاز شخص قام بتصويره , لم يطل الجدال معه فابلغته بانني صحفي وأقوم بعملي وهو حر في ان يمنعني من الدخول لكنه ليس حرا في منعي من التصوير ليعاود الاتصال مع مسؤوله ويبلغه بانني صحفي ليشير اليه بدوره باطلاق سراحي . اذن هكذا هي الحياة داخل الخليل المغتصبه حواجز منتشره في الطرقات ومستوطنون يعيثون فسادا وعنصريه وجنودا يسألون : (انت عربي ام اجنبي؟ مسلم او غير مسلم؟ من سكان المنطقه او من خارجها؟ وهلم جرا)
                                           الاجراءات الامنيه في كل مكان
                                         الحرم الابراهيمي المقسم بين المسلمين واليهود


                                       شارع الشهداء المغلق                                 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق