2012-12-25

القواسون .. مهنة تاريخيه تكرست كتقليد في الاحتفالات الدينيه المسيحيه






تتميز الاحتفالات الدينيه المسيحيه بالمواكب والمسيرات الجماعيه التي يقودها رجال الدين من بطاركه ومطارنه وغيرهم وتتخذ أزياء المحتفلين الوانا وأشكالا مختلفه كل زي له دلالاته على موقع ووظيفة من يرتديه لكن الملفت للنظر هؤلاء الاشخاص الذين يقودون المواكب ويلبسون ثيابا تبدو تاريخيه الى حد ما ، لايراها الناس الا في الافلام القديمه او التي تحكي قصص التاريخ كما يحملون عصيا طويله يضربون بها الارض بشكل منتظم وتتدلى السيوف المرصعه على اجنابهم انهم (القواسون) ومفردها قواس والكلمة مشتقة من القوس الذي يطلق من خلاله السهم ،

 
وعلى مر العصور شكلت فرق القواسين جزءا هاما من الجيوش كانت مهمتها تغطية عمليات الاقتحام او الانسحاب في المعارك وفيما بعد اصبح مصطلح القواس يطلق على حامل القوس بغض النظر عن موقعه سواء في الجيش او في الشرطه او من يمتهنون حرفة الحراسه الشخصيه والتي كانت منتشره في المدن الفلسطينيه لمرافقة مواكب الشخصيات الهامه ورجال الدين والوجهاء وكانوا عادة مايسيرون بجانب الشخص او امامه لفتح الطريق ولفت الانظار الى اهمية الشخصيه ومكانتها ويمتازون بضخامة الأجسام والعضلات المفتولة والشوارب المعقوفة والمُزيتة. ونرتدوا ملابسا مزخرفة وعلى رؤوسهم الطرابيش. وعلى جنب كل واحد منهم سيف مرصع وبندقية (طبنجة) طويلة القناة والفوهة وقد بدأت هذه المهنه بالاختفاء في فترة الانتداب البريطاني ، وعود على بدء فبعد اندثار هذه المهنه تكرست كتقليد متبع لدى كافة الطوائف المسيحيه تظهر في الاحتفالات الدينيه كجزء من مجمل الخطوات التي تتبعها الطوائف في المناسبات  المختلفه كأعياد الميلاد وعيد الفصح وتعميد السيد المسيح ، ويعود هذا التقليد الى ايام الحكم العثماني بعد انتهاء حكم ابراهيم باشا الذي منح المسيحيين في القدس مزيدا من الحريات والامتيازات التي لم تستطع الدوله العثمانيه التراجع عنها بل واضافت اليها المزيد ومنها فرز القواسين لحراسة البطاركه ومرافقتهم في تحركهم ومشاركتهم في الاحتفالات الدينيه ، والتي بقيت فيما بعد انتهاء الحكم العثماني مرورا بالانتداب البريطاني فالحكم الاردني ثم الاحتلال الاسرائيلي ومن بعده السلطه الفلسطينيه.
يقول القواس جاك غزاوي من مدينة القدس ان مهنته هي شبه طوعيه ولانتقاضى عليها اجرا فهي اصبحت من صميم تراثنا واكون سعيدا جدا حين اقوم بعملي الذي يتمثل بحراسة الشخصيات الدينيه وتسهيل مسيرهم في الاحتفالات وعن طقوس المهنه يتحدث غزاوي عن الزي الذي يرتدونه بانه تقليد للزي العثماني الذي كان يرتديه القواسون في العصور السابقه وان حمل السيف هو تقليد ايضا لما كان يحمله القواس العثماني الذي هو اصلا شرطي والسيف من ضمن سلاحه الذي يحمله ، وعن العصا التي يحملها اضاف غزاوي انها عادة ماتكون من خشب الزان الصلب تتصل بقاعده من الحديد الصلب ورأسها يكون من معدن الفضه حيث يقوم القواس بواسطتها بضرب الارض بشكل منتظم لتنبيه الناس باخلاء الطريق امام الشخصيه الدينيه والاعلان عن وصوله .
ويتحدث القواس شبلي ابوسعدى وهو من بيت ساحور عن هذه المهنة فيقول ان الديانه ليست شرطا لعمل القواس رغم ان اغلبية القواسين سابقا كانوا من الديانه الاسلاميه ولكن بامكان المسلمين ايضا العمل بها ان ارادوا ذلك وعن مشاعره اثناء قيامه بعمله يقول ابو سعدى ان كل همه اثناء ذلك يكون مركزا على تأمين الشخصيه التي يكون امامها وافساح الطريق لمرورها وخاصة في مدينة القدس حيث مايتعرضون كثيرا لمضايقة المتطرفين اليهود الذين يحاولون التشويش على الاحتفالات الدينيه وقد حصل ان اشتبك في احدى المرات مع احد المتطرفين الذي قام بالبصق على الصليب الذي يحملونه حيث قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي باعتقاله وتقديمه للمحاكمه بدل اعتقال الاسرائيلي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق